“المساء” تحاور م. رضوي شاهين مدير فرع جهاز شؤون البيئة بشمال سيناء

»» من قلب الصحراء إلى عمق التنمية.. إنجازات بيئية وتجربة متميزة في أحضان أرض الفيروز
…….
»» حماية البيئة خط استراتيجي مهم لصيانة استقرار الدولة
»» خصوصية سيناء كانت فرصة لبناء نموذج بيئي متكامل
»» اهتمام خاص بمشاركة المرأة في برامج ترشيد الاستهلاك وإعادة التدوير
»» البيئة ليست قطاعا منفصلا، بل قلب نابض للتنمية المستدامة، وركيزة أساسية في بناء الإنسان السيناوي الواعي بدوره الوطني
»» حوار أجراه: د.خالد محسن
علي أرض الفيروز حيث عرفت الأرض معنى البطولة والصمود حيث يلتقي التحدي بالإرادة، وتختبر الطبيعة عزائم البشر وتتشابك الرمال مع طموحات التنمية نرصد تجربة بيئية فريدة لا تستمد خصوصيتها من وعورة الجغرافيا فحسب بل من إيمان بأن العمل البيئي ليس رفاهية بل خط دفاع أول عن الوطن وعن المستقبل.
وضيفتنا في هذه السطور المهندسة رضوى سامي شاهين مديرة فرع جهاز شؤون البيئة بشمال سيناء..حيث رصدت بوابة الجمهورية والمساء أون لاين تجربتها المتكاملة، التي مزجت بين التخصص العلمي والرؤية المجتمعية.
وجاء الحصاد مثمرا حيث تمكنت من تحويل “البيئة” إلى مشروع وطني شامل في شمال سيناء.
بدأت رحلتها كـ”بنت من بنات مصر”، تؤمن أن حماية البيئة ليست وظيفة، بل واجب وطني ورسالة إنسانية من قلب سيناء.
وفي هذا اللقاء نعرض أبرز محطات هذه المسيرة ونطرح مجموعة من الأسئلة الدقيقة التي تكشف أبعاد هذه التجربة وتلقي الضوء على ما تحقق من إنجازات بيئية وتنموية على أرض سيناء.
ومن خلال عملها كمدير لفرع جهاز شؤون البيئة برئاسة مجلس الوزراء محافظةشمال سيناء ، كانت البداية لخُطى ثابتة نحو التنمية المستدامة، مدفوعة بالإيمان بأن الأرض والناس يستحقون الأفضل.
أولويات العمل البيئي
* متى بدأ دوركم في إدارة فرع جهاز شؤون البيئة بشمال سيناء؟ وما أولويات العمل البيئي في هذه المحافظة؟
ـ بدأتُ عملي رسميا في يوليو 2021، حيث توليت إدارة فرع الجهاز بشمال سيناء في توقيت بالغ الحساسية، وكانت الأولويات واضحة:
حماية الموارد الطبيعية، نشر الوعي البيئي، دعم التنمية المستدامة، والتكامل مع باقي أجهزة الدولة لتنفيذ المبادرات القومية.
* ما أبرز المشروعات التنموية التي تتابعها إدارة الفرع؟
ـ نتابع باهتمام مشروعات ضخمة تؤسس لنهضة سيناء، منها:
ـ تطوير ميناء العريش كمنفذ استراتيجي حيوي يخدم التجارة الوطنية.
ـ التجمعات التنموية بوسط سيناء التي تسهم في جذب السكان وتوفير سبل العيش الكريم.
ويقوم الفرع بمتابعة الاشتراطات البيئية للشركات العاملة في الميناء، بما يضمن التوافق البيئي لكافة الأنشطة.
اتحضر للأخضر .. “بيئتك حياتك”:
»» دعم المبادرات الرئاسية وإطلاق مبادرات مجتمعية محلية تلبي احتياجات الأهالي
»» متابعة الاشتراطات البيئية لتطوير ميناء العريش كمنفذ استراتيجي حيوي
»» تحقيق التوافق البيئي بالتجمعات البدوية
»» تدشين محطات لتحلية المياه ومعالجة الصرف لتحسين نوعية الحياة
»» اهتمام كبير بمشروعات الطاقة الشمسية والمتجددة، والمدافن الصحية الآمنة ومشروعات الزراعة المستدامة
المشروعات البيئية
* ما المشروعات البيئية التي نفذتها الدولة في شمال سيناء ويقوم الفرع بمتابعة جوانبها؟
– من أبرز المشروعات:
ـ محطات تحلية المياه لتوفير مصدر آمن ونظيف للمياه.
ـ محطات معالجة الصرف لتحسين نوعية الحياة.
ـ مشروعات الطاقة الشمسية والمتجددة.
ـ المدافن الصحية الآمنة ومشروعات الزراعة المستدامة.
هذه المشروعات هي العمود الفقري لحماية البيئة ودعم التنمية في وقت واحد.
المبادرات الرئاسية
* إلى أي مدى شارك فرع جهاز شؤون البيئة بشمال سيناء في دعم المبادرات القومية والرئاسية؟
ـ منذ بداية عملي في إدارة فرع شمال سيناء في يوليو 2021، حرصنا على أن يكون دور الفرع البيئي متكاملًا، يجمع بين دعم المبادرات الرئاسية التي تُجسد توجهات الدولة، وبين إطلاق مبادرات مجتمعية محلية تلبي احتياجات أهالي شمال سيناء.
فعلى صعيد المبادرات الرئاسية، شارك الفرع في:
مبادرة “اتحضر للأخضر”: شاركنا في تنفيذ حملات تشجير وتوعية موسعة داخل مراكز المدينة المختلفة والمدارس والمصالح الحكومية، وزرعنا ثقافة السلوك البيئي الإيجابي بين المواطنين.
ـ مبادرة “حياة كريمة”: تواجدنا في القرى الاكثر احتياجا بالمحافظة من خلال المشاركة في تحسين البنية البيئية للمجتمعات النائية.
كما ساهمنا في جهود تنمية سيناء من خلال متابعة المشروعات التنموية، وضمان التزامها بالاشتراطات والمعايير البيئية، في إطار حرص الدولة على تحقيق التنمية المستدامة.
التزام وطني
كل هذه المشاركات لم تكن مجرد مساهمات فنية، بل تعبير عن التزام وطني كامل من أبناء سيناء تجاه الرؤية التي تقودها القيادة السياسية.
أما على صعيد المبادرات المجتمعية البيئية التي أطلقها الفرع:
ـ مبادرة “بيئتك حياتك”: شاركنا بدعم مديريتَي الصحة والتربية والتعليم من خلال توفير حاويات فصل المخلفات، وتنفيذ ندوات ومسابقات بيئية توعوية في المدارس.
ـ الإسبوع البيئى : نظمه الفرع بشكل سنوي بالتنسيق مع كافة الجهات التنفيذية، وشمل حملات نظافة وتشجير، وندوات توعوية في المدن والمناطق النائية.
برامج مشاركة المرأة: أولينا اهتماما خاصا بمشاركة السيدات في برامج ترشيد الاستهلاك وإعادة التدوير، خاصة في المناطق النائية، مما فتح لهن مجالات دخل بسيطة مرتبطة بالبيئة.
ـ مبادرات توعية ميدانية: نفذنا حملات بيئية في الأسواق، والمناطق الساحلية، والمواقع السياحية، بهدف رفع الوعي المجتمعي بقضايا التغيرات المناخية والحفاظ على الموارد.
نؤمن أن هذه المبادرات، سواء كانت رئاسية أو محلية، تُجسد رسالة فرع شمال سيناء البيئي، بأن البيئة ليست قطاعًا منفصلًا، بل قلب نابض في عملية التنمية المستدامة، وركيزة أساسية في بناء الإنسان السيناوي الواعي بدوره الوطني.
تحديات
* ما حجم التحديات التي واجهتك في بيئة شديدة الخصوصية جغرافيا وتنمويا وأمنيا؟
ـ سيناء لها طبيعة جغرافية وأمنية معقدة
لكننا تمكّنا من تحويل هذه الخصوصية إلى فرصة لبناء نموذج بيئي متكامل
من خلال التكامل مع المؤسسات التنفيذية والعمل المجتمعي وشركاء التنمية والدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية للتنمية والبيئة في المحافظة.
دور المرأة
* هل كان للمرأة دور في هذه المبادرات؟
ـ بالطبع، المرأة السيناوية شريكة أساسية.،فقد حرصنا على دمج السيدات في برامج ترشيد الاستهلاك وإعادة التدوير، خاصة في المناطق النائية، مما فتح مجالات دخل بسيطة ترتبط بالبيئة، وعزز ثقافة الوعي داخل الأسر.
* كيف تقيّمين واقع الوعي البيئي في شمال سيناء؟
ج: هناك تطور واضح في الوعي البيئي، خاصة في المدارس والمراكز الشبابية. التحديات لا تزال قائمة، لكننا نرى تحسنًا ملحوظًا في فهم الناس لأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية.
* كيف ترين العلاقة بين الحفاظ على البيئة والأمن القومي المصري؟
ـ درست هذه العلاقة من خلال عدد من الدورات المتخصصة في كلية الدفاع الوطني
وتوصّلت إلى أن حماية الموارد الطبيعية تمثل خطا استراتيجيا مهما لصيانة استقرار الدولة.
التغيرات المناخية
* ماذا عن تأثيرات التغيرات المناخية؟
– التغيرات المناخية باتت واقعا يفرض نفسه، حتى في شمال سيناء. نواجه تحديات في تغير أنماط الطقس، وتراجع بعض مصادر المياه، ونعمل على رفع الوعي المناخي من خلال الندوات وورش العمل، بالتنسيق مع وزارة البيئة ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي ختام حديثها قالت : نجدد العهد
واننا سنظل – نحن أبناء وبنات سيناء – على العهد والوعد، نُجدّد ولاءنا لهذا الوطن ونحافظ على مقدراته، ونمضي خلف قيادتنا بثبات ويقين.
نضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار، ونعمل من أجل بيئة سليمة وتنمية مستدامة تحفظ حقوق الأجيال القادمة.
نؤمن أن خدمة البيئة مسؤولية وطنية، وسيناء تستحق منا أن نكون دائما على قدر ثقتها، وفخرا بإنتمائنا إليها.