صندوق ديسربتيك يواصل دعمه الشركات الناشئة فى مصر والاستثمار في شركات جديدة

** مالك : مصر خزان ضخم للمواهب في مجالات التكنولوجيا والابتكار ، وبيئة ريادة الأعمال شهدت تطور لافتا خلال السنوات الأخيرة.
————–
يواصل صندوق ديستريك خلال عامي 2025 و2026 على مواصلة دعم نمو الشركات الناشئة ضمن محفظتنا الاستثمارية، والاستثمار في شركات جديدة. حتى الآن، قمنا باستثمار حوالي ثلثي المبلغ المخصص و سيتم ضخها في فرص جديدة حتى نهاية عام 2026. نعتبر هذه الفترة امتدادا لمرحلة البناء وتعزيز القيمة بينما نخطط لبدء التخارجات اعتبارا من عام 2027، في ظل نضوج بعض الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تفتح المجال لفرص خروج ناجحة.
جاء ذلك خلال مؤتمرا صحفيا عقده مسئولو الصندوق حيث اكد محمد عكاشة المؤسس والشريك الإداري لصندوق ديسربتيك : نؤمن أن مصر ليست فقط سوق كبير بل أيضا خزان ضخم المواهب في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وقد أثبت العديد من رواد الأعمال المصريين قدرتهم على قيادة حلول ابتكارية تنافس إقليميا وعالميا. ولهذا نرى أن دعم هذه الكفاءات في مصر وخارجها هو محور أساسي لاستراتيجيتنا الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة.
وقد شهدت بيئة ريادة الأعمال في مصر تطور لافتا خلال السنوات الأخيرة، مع ظهور فرص ضخمة للنمو، خصوصا في القطاعات التكنولوجية والخدمات الرقمية. ورغم العثرات التي واجهها السوق، فإنها كانت بمثابة جرس إنذار بضرورة تعزيز الحوكمة، والتركيز على نماذج أعمال أكثر استدامة.
وشهدت بيئة ريادة الأعمال كفاءة رأسمالية أعلى (Capital Efficiency)، أي الابتعاد عن الإنفاق غير الضروري والمظاهر الشكلية، والتركيز بدلا من ذلك على تحسين المنتجات التقنية وتجربة المستخدم. كما نرى أن الشركات ذات المنتجات أو الخدمات خفيفة الأصول (Light-Asset) والتي يمكنها تصدير حلولها إلى أسواق إقليمية ودولية، تمثل الاتجاه الأنسب للنمو المستدام.
والأهم، أن الحفاظ على هيكل تكلفة بالجنيه المصري مقابل تحقيق إيرادات بالعملات الأجنبية يمنح الشركات قدرة أعلى على الصمود أمام تقلبات السوق، ويعزز من فرصها في التوسع الإقليمي والدولي، وهو ما نعتبره من العوامل الاستراتيجية لأي شركة تكنولوجية تسعى للنمو من مصر إلى العالم.
قد يعجبك أيضاً
وأضاف: يدير ديسربتيك حاليا صندوقا بحجم 36 مليون دولار ويعد التفكير في إطلاق صندوق ثانٍ خطوة طبيعية في مسار النمو، مدعومة بالنجاح الذي تحقق في الصندوق الأول، والذي يعكس ثقة المستثمرين بالأداء والاستراتيجية.
نحن ندرس إمكانية إطلاق الصندوق الثاني بالتنسيق مع المستثمرين الحاليين والجدد، لكن من المتوقع أن تتضح الصورة بشكل أوضح خلال العام القادم.
مشيرا إلى أن هناك نية للتخارج من بعض الشركات التي حققت نموا قويا، وذلك عبر صفقات بيع ثانوية أو شراكات استراتيجية مع كيانات كبرى اعتبارا من عام 2027 في ظل نضوج الشركات وتحقيقها لنقاط تحول استراتيجية تفتح المجال لفرص خروج ناجحة.
وأوضح : نحن صندوق متخصص في التكنولوجيا المالية (Fintech)، ونركز على بناء منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية، والخدمات المالية، والتكنولوجيا الموجهة لقطاعات استراتيجية. يمكن تصنيف محفظتنا إلى أربع فئات رئيسية:
البنية التحتية المالية: مثل BanknBox وConnect Money، وهما يقدمان حلولا تمكن المؤسسات من رقمنة وتوسيع خدماتها المالية.
الخدمات المالية: مثل MNT-Halan، Khazna، Lucky، MalBazaar، وBokra، وهي شركات تقدم حلولا تمويلية وتأمينية للفئات غير المخدومة أو الأقل تعاملا مع البنوك.
القطاعات الاستراتيجية: مثل التكنولوجيا الصحية Mozare3، i’SUPPLY التكنولوجيا الزراعية، وSprints التكنولوجيا التعليمية.
الابتكار والتقنيات المتقدمة: مثل WideBot، التي تطور روبوتات محادثة قائمة على الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، وHamilton، المتخصصة في ترميز الأصول على شبكة بيتكوين.
ونركز خلال الفترة المقبلة بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي، لما له من قدرة على إحداث قفزة نوعية في كفاءة الخدمات وتوسيع نطاق التأثير الاجتماعي والاقتصادي.
من جانبه قال مالك سلطان الشريك بصندوق ديسربتيك : ان اختيار الشركات يتحدد بناء على تقييم شامل يشمل قوة الفريق المؤسس، حجم السوق المستهدف، إمكانيات التوسع، ووجود مؤشرات أداء واضحة ومستدامة ، وحتى الان استثمر الصندوق في 21 شركة ناشئة وقد أسهمت هذه الشركات في خلق أكثر من 50,000 فرصة عمل، وتحقيق إيرادات تجاوزت 450 مليون دولار، مع تقديم خدماتها في 12 سوق، مما يعكس الأثر الحقيقي لرؤية الصندوق في تمكين الابتكار وتعزيز النمو.
ومن أبرز نماذج التأثير، أن استثمارا مبدئيا بقيمة 4 ملايين دولار بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات (MSMEDA) قد نما ليجذب تمويلا إضافيا بقيمة 400 مليون دولار، أي بمعدل نمو 1 إلى 100، مما يعكس قدرتنا على تحفيز مضاعفة الموارد وتحقيق تأثير مضاعف في الاقتصاد الحقيقي لدعم جهود الحكومة المصرية.
هذا و يتراوح متوسط حجم استثمارنا بين 250 ألف دولار و1.25 مليون دولار، وذلك بحسب مرحلة الشركة واحتياجاتها التمويلية. ويبلغ متوسط الاستثمار الكلي تقريبا 1.2 مليون دولار لكل شركة.
اضاف يتركز استثمارنا الأساسي في رواد الأعمال والشركات المصرية، نحن أيضا نستثمر في رواد أعمال مصريين يقيمون أو يؤسسون شركاتهم في الخارج، بشرط أن يحتفظوا بمراكزهم التشغيلية والتقنية في مصر. هذه الاستراتيجية وقد تمكننا من تصدير الخبرة المصرية وتوسيع أثرنا خارج الحدود، من خلال شركات تستفيد من الكفاءات المحلية وتنافس في أسواق إقليمية ودولية.
اشار إلى وجود عددا من قصص النجاح تعكس فلسفة الصندوق في دعم الشركات نحو مراحل متقدمة من النمو والتأثير. أولا، في مجال التكنولوجيا المالية، التوسع الحقيقي لا يقتصر على الخدمة المحلية، بل يتطلب قدرة الشركة على الانتقال إلى أسواق جديدة، مع الامتثال للوائح والتنظيمات المحلية في كل سوق. هذا ما نجحت فيه MNT-Halan، أكبر منصة إقراض رقمي في مصر، التي أصبحت شركة يونيكورن عام 2022 بتقييم تجاوز مليار دولار، ثم وسعت نطاق عملياتها في عام 2024 من خلال استحواذين استراتيجيين على TamNas في تركيا وAdvans في باكستان، مما يؤكد جاهزيتها للمنافسة على مستوى عالمي.
كذلك، شركة Khazna تمثل نموذج ناجح في التوسع المدروس، إذ وصلت إلى مرحلة Pre-Series B وبدأت عملياتها التشغيلية في المملكة العربية السعودية، مما يعكس نضوج نموذجها وقدرتها على التوسع في أسواق شبيهة. وفي قطاع البنية التحتية، شركة BanknBox بدأت توسعا استراتيجيا في قطر، مقدمة حلول مصرفية رقمية حديثة مصممة خصيصا للأسواق الناشئة.
أما في مجال البرمجيات كخدمة (SaaS)، فإن هذه الشركات تمتلك القدرة على تصدير خدماتها الرقمية دون الحاجة إلى وجود فعلي في السوق المستهدف، طالما توفر لديها بنية تشغيلية قوية وفرق تقنية فعالة. شركتا WideBot وSprints تمثلان هذا التوجه بامتياز، حيث تصدران خدماتهما في الذكاء الاصطناعي والتدريب التقني إلى الخليج وأفريقيا وأوروبا، مع الحفاظ على مراكز تشغيلية وتطويرية في مصر، مما يساهم في توطين الوظائف عالية القيمة ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتصدير المعرفة الرقمية.
ولا ننسى التخارج الناجح من Fatura، إحدى أولى استثماراتنا، والتي تم الاستحواذ عليها من قبل EFG Hermes عام 2022، ثم لاحقا من قبل MaxAB-Wasoko، كجزء من تحالف إقليمي للتوسع في التجارة الإلكترونية بأفريقيا. هذا التخارج يعكس قدرة الصندوق على دعم شركات قابلة للاندماج والتكامل داخل كيانات إقليمية كبرى.
ولفت ان الصندوق يركز على الاستثمار في المراحل المبكرة (Pre-Seed و Seed)، وحيث أن هذه المراحل تتطلب وقتا أطول للنضج، فقد يستغرق بعض الشركات في محفظتنا فترة أطول لجذب جولات تمويل لاحقة. ومع ذلك، فقد نجح أكثر من 90% منها بالفعل في الحصول على تمويل إضافي، مما يعكس متانة نموذجها التشغيلي وإمكانات النمو على المدى الطويل.
هذا ويلعب الصندوق دورا فاعلا في دعم تطوير الإطار التشريعي والتنظيمي لقطاع التكنولوجيا المالية في مصر، من خلال المشاركة المستمرة في الفعاليات والحوارات المؤسسية مع الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين.
كما نحرص على عرض قصص نجاح من محفظتنا أمام الجهات التشريعية والتنظيمية، لتقديم الابتكار بشكل استباقي واستراتيجي، بما يساهم في توجيه السياسات نحو تمكين الشركات الناشئة وخلق توازن بين تسريع الابتكار وحماية النظام المالي. هذا التفاعل لا يخدم فقط شركاتنا، بل يسهم أيضا في بناء بيئة أوسع تدعم نمو المنظومة ككل.
وقال يحيى أبو الوفا الشريك بصندوق ديسربتيك: نعمل على تعزيز شراكات مع بنوك والمؤسسات المالية الكبرى، بالإضافة إلى صناديق استثمارية إقليمية ودولية.
وكشف ان الصندوق تلقى استثمارا بقيمة 5 ملايين دولار من Proparco، واستثماراً مماثلا من مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، مما يعكس ثقة المؤسسات الدولية في نموذج ديسربتيك الاستثماري وقدرته على تحقيق عوائد مستدامة ، و نؤمن بأن التكنولوجيا المالية يمكن أن تحدث تحول نوعي في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، من خلال تحسين الوصول إلى الخدمات، وتعزيز الكفاءة، وتوفير حلول تمويل مخصصة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركتان من محفظتنا:
i’SUPPLY وهي اليوم أكبر موزع رقمي للدواء في مصر، تربط أكثر من 17,000 صيدلية بآلاف الموردين عبر منصة ذكية توفر تجربة توريد أكثر كفاءة وشفافية. كما تقدمت للحصول على رخصة الإقراض الإلكتروني من الهيئة العامة للرقابة المالية، بهدف تمويل الصيدليات وهي شريحة لطالما واجهت تحديات في الوصول إلى رأس المال العامل.
أما MalBazaar، فهي منصة متخصصة في ربط الأفراد بشركات التأمين الصحي والمقدمين الطبيين بطريقة سلسة وشفافة. تستخدم الشركة أدوات تكنولوجية لتبسيط تجربة التأمين الطبي، وتحسين إمكانية الوصول إلى خطط تأمين مخصصة للشركات الصغيرة والأفراد، وهو ما يساهم في توسيع الشمول التأميني في مصر.