عاجل

د.خالد محسن يكتب: روح جديدة ..بين الأحمر والأصفر

# من أول السطر

ومن رحم المعاناة والتحديات يولد الأمل ،فلا يتخيل أحد أن تقام فعاليات الدوري المصري لكرة القدم بدون فريق “الدراويش”..فاكهة الكرة المصرية أصحاب الأداء الكروي المميز، والبطولات التاريخية.

د.خالد محسن يكتب: روح جديدة ..بين الأحمر والأصفر 18 - جريدة المساء

وقد أثلج صدور المصريين قرار رابطة الأندية بإلغاء الهبوط هذا العام وتقديم  طوق النجاة لفريقي الإسماعيلي والمحلة ، وفرصة ثمينة لالتقاط الأنفاس ينبغي انتهازها لتصحيح مسارهما، باعتبارهما من أكبر الأندية الجماهيرية،  تاريخا وشعبية ومشاركة في حصد البطولات ، ووصولا للأدوار النهائية في مختلف المنافسات المحلية والقارية بعد الأهلي والزمالك.

وماحيينا سيظل عشق فريق الإسماعيلي في قلوب كل المصريين وقد كشفت المحنة والظروف الصعبة التي مرت بها القلعة الصفراء عن مدي تعاطف ملايين المصريين مع النادي الإسماعيلي ،وعن حجم مكانته السامقة التي لا تضارعها أية مكانة.

ولايختلف اثنان أن فريقا الأهلي والزمالك هما قطبي الكرة المصرية ،وهما الكبيران وفقا للتاريخ والشعبية وحجم البطولات.

كما لا يختلف المنصفون ايضا أن الصورة الذهنية التي ارتسمت للكرة المصرية الجميلة لا تكتمل إلا بحضور فريق الدراويش ،برازيل العرب ، الضلع الثالث لمثلث الكرة المصرية الذهبي ،حيث متعة الأداء والكرة البرازيلية الممتعة التي تزينها روح جماهيره العريض. وتشجيعهم المميز في أوقات الأفراح والأتراح ،حتي أصبحوا جزءا لا يتجزأ من كيان القلعة الصفراء العريقة.

كما سيظل الاسماعيلي حالة فريدة بما يقدمه من فنون الابداع الكروي ،ومنبع البهجة  حين تستدعي الأذهان الذكريات الأولي إبان الزمن الجميل حين حصد الفريق أول بطولة إفريقية موسم 1969-1970، حين احتشد ما يقرب من 120 مليون مصري في احتفالية تاريخية مبهجة باستاد القاهرة الدولي ليفوز الاسماعيلي علي فريق الانجلبير “مازيمبي”الآن  بثلاثة أهداف مقابل هدف،ويتوج الدروايش بأغلي بطولة وبلقب بطل إفريقيا كأول نادي مصري وعربي.

وظلت هذه المباراة من المباريات المثيرة المحفورة فى أذهان متابعى الكرة المصرية، رغم مرور سنوات طويلة عليها، واحيانا حديث الصباح والمساء بين عشاق الساحرة المستديرة، يتذكرون أبطالها وأحداثها بمزيد من الإعجاب والإعتزاز.

والملمح الأبرز احتشاد عشرات آلاف من المصريين من مختلف بقاع أرض الكنانة فى استاد ناصر الدولى “القاهرة حاليا” لمؤازرة الإسماعيلى ممثل مصر والعرب فى نهائى النسخة الخامسة أمام منافسه المرعب الأنجلبير “مازيمبى حاليا” بطل زائير “الكونغو الديمقراطية”، ثم الاحتفالات المبهجة بهذا الإنجاز الفريد من نوعه.

وبعدها توالت بطولات وإنجازات الأندية المصرية،كما  قدم الاسماعيلية العشرات من نجومه لدعم المنتخبات المصرية ،وأسهمت الانتقالات الاحترافية الناجحة في دعم  صفوف قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك وتحقيق العديد من البطولات المحلية والدولية.

ومن الومضات الإيجابية في الشارع الرياضي المصري مؤخرا لقطة مناصرة جماهير الأهلي للدراويش في ستاد القاهرة وهتافهم الجماعي :

“مهما الأرض تزلزل الدراويش مش هينزل”.. وأيضا دعم إدارة الأهلي  لفكرة إلغاء الهبوط في هذا الدوري الاستثنائي..

وانطلاقا من إيمانها بقيمة الرياضة في تعزيز روح الاحترام والألفة والمنافسة الشريفة، تقدمت جماهير النادي الأهلي بخالص التمنيات للنادي الإسماعيلي  وجماهيره الوفية، بمناسبة مشاركته في بطولة كأس عاصمة مصر ،ووصوله للمربع الذهبي.

وأكد بيان لجماهير الأهلي أن نادي الإسماعيلي أحد أعمدة الكرة المصرية وصاحب تاريخ عريق ومساهمات بارزة في رفع راية الكرة الجميلة، وأشاروا إلي أن عودته إلى منصات التتويج تُسعد كل محبي كرة القدم الحقيقية.

وعليه، فإن فقد اعربت جماهير النادي الأهلي  عن دعمها الكامل لنادي الإسماعيلي في مشواره بهذه البطولة، متمنين له التوفيق والنجاح، وأن تكون هذه الخطوة بداية لعودة قوية تليق باسم وتاريخ الدراويش.

وبدورها  وعبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، أعربت جماهير الدراويش عن سعادتها بهذه الروح الرياضية الرائعة في هذا التوقيت الحرج وأرسلت برقيات تهنئة للنادي الاهلي وقياداته بعد فوز الفريق ببطولة الدوري العام هذا العام ،ودعت إلى عودة الفريق للعب في الاسماعيلية ، وطي صفحة من صفحات التعصب والخلاف بين جماهير الناديين.

وأذكر أنه وفي عام 1987، أثناء السنة الأولي لي بكلية الإعلام جامعة القاهرة تشرفت أنا ومجموعة من مشجعي الاسماعيلية بحضور نهائي

كأس أفريقيا للأندية البطلة النسخة 23 من دوري أبطال أفريقيا،والتي توج الأهلي المصري بالكأس على حساب الهلال السوداني بهدفين نظيفين في مباراة ممتعة وعلي رأسهم الكابتن محمود الخطيب   بفنونه الكروية المميزة

وقد شهد المباراة يومها الرئيس حسني مبارك وما يقرب من 80 ألف متفرج من مختلف اندية مصر.

وشاهدت بنفسي مدي الروح الرياضية في المدرجات والتفاف الجميع حول ممثل مصر والعرب فريق الأهلي العريق.

كما استمتع الحضور من الجماهير بفاصل من السمفونية الكروية التي عزفها النجم الكبير وفنان المرة المصرية “محمود الخطيب”،وخاصة في النصف الثاني من المباراة.

وهكذا كانت الكرة الجميلة التي تقرب ولا تفرق فالجميع أبناء وطن واحد والهدف الأسمى دعم الفرق الوطنية في مختلف المراحل السنية.

وانطلاقا من أجواء  هذه الروح الجديدة بين الأحمر والأصفر أتصور أن هناك مجموعة من الحقائق ينبغي مناقشتها وإدراك أبعادها جيدا من بينها :

ـ ضرورة عودة إقامة مباريات الأهلي بمدينة الإسماعيلية ، تعزيزا لهذا الروح الجديدة،وإنهاء كافة صور الاحتقان والتعصب غير المبرر، وأقترح إقامة مباراة استعراضية تمهيدية في هذا الشأن بحضور نجوم الفريقين القدامي، كإحتفالية بفوز الأهلي بدرع الدوري وبقاء الإسماعيلي في الدوري العام للحفاظ علي كيانه ورونقه الاصيل.

ـ بحث فكرة التعاون المثمر بين الأندية الجماهيرية والشعبية في الاتجاهين ووقف استراتيجية تفريغ نجوم الدراويش وبيع اللاعبين أولا بأول ، بحجة الحصول على أموال للإنفاق على النشاط الرياضي ،وايضا تشجيع فكرة انتقال اللاعبين إليها بالإعارة والصفقات المتبادلة “شبه المتكافئة” للحفاظ علي حظوظها في المنافسة والبقاء في دائرة الضوء.

ـ طرح من جديد فكرة دوري المجموعتين مجموعة الاندية الجماهيرية ومجموعة الأندية الاستثمارية، أو إشتراط عدد معين لا يزيد عن 50% من عدد أندية الدوري الممتاز.

ـ كما أري ضرورة أن يكون للأندية الكبيرة كالاهلي والزمالك دور فاعل في الحفاظ علي كيان الدوري المصري الممتاز بدعم ورعاية الأندية الشعبية بمختلف المحافظات ،سواء أو بصورة أدبية أو مادية،للخروج بحلول مبدعة لأزماتها المالية المتكررة في ظل المنافسة غير المتكافئة مع أندية الشركات والهيئات ،والتي تمتلك من المقدرات والأموال ما يمكنها من عقد صفقات جديدة من اللاعبين ، والتغلب على كافة التحديات التي تواجهها.

وفي الختام ففي دنيا الرياضة وفي كل ميادين الحياة، فإن استراتيجيات تصحيح المسار تنطلق من استيعاب الدروس والاعتراف بالأخطاء وإيجاد حلول عملية لها وناجعة بعيدا عن الأهواء والمسكنات وبعض الحلول المؤقتة التي لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا.. وكل الأمنيات الطبية لفريق الإسماعيلي ولجميع الفرق المصرية ..والقادم أفضل بإذن الله.

#

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى