عاجل

قراءة في ديوان” نقوش فرعونية” للشاعر حسام العقدة

بقلم : ✍️ عيد حميده (أديب وشاعر)

ويتجدد اللقاء مع المعين الصافي لأدباء ومواهب أبناء أرض الكنانة ،وفي هذه السطور تنشر بوابة (الجمهورية والمساء أون لاين) دراسة وقراءة نقدية للأديب الشاعر عيد حميدة لديوان “نقوش فرعونية”للشاعر حسام العقد.

🍂

صدر حديثاً ديوان”نقوش فرعونية” للشاعر حسام العقدة ضمن سلسلة:كتاب القارئ

الديوان عبارة عن٣٧ نقشا فرعونيا بلغة الديوان تستغرق١٣٧صفحة من القطع المتوس رسم الشاعر خلالها هذه النقوش الفرعونية بريشته الشعرية التى أبدع من خلالها فى وصف العديد من الحالات المصرية الأصيلة التى بدأها الشاعر برسم “الوش ” واختيار “اللون الباهت”دون تحديد أى” ملامح تافهة”.

خير أو شر ولا أى ملامح” واضحه” فقط على المتأمل أن يضع على العين نظرة عميقه ترى ” الحلم ” أى المستقبل القادم أما ملامح الضحكه فيرى الشاعر أن من يحاول أو يفكرأن يخط ملامحها في” بقه”فهو….مجنون .

ولاندرى لماذا ؟هل يتأمل الشاعر المستقبل القادم الذى يتوقعه ولايستطيع أن يحدد ملامحه ولذا فهو يتحفظ على” الضحكه القادمة” وربما أيضا عدم التعجل فى رسم هذه الضحكه حتى يتأكد من بواعثها .

ويستمر الشاعر فى هذه القصيدة فيضع فيها ” اللون الأبيض “دليل على النقاء ثم الأزرق والأصفرثم يؤكد على مسح اللون الأسود من اللوحه وكأنه يرسم ملامح المستقبل المشرق فالخلفية”هنا تشير إلى الماضى ونادى بضرورة التركيز على “خلفية” جديدة للمستقبل القادم وكأنه يرسم صورة للجمهورية الجديدة “التى يريدها المصريون ويطلب من الجميع أن يشاركوا في رسمها فى إشارة منه إلى ضرورة تكاتف الجميع في بناء هذه الجمهورية الجديدة بسواعد المصريين دون الحاجة إلى غيرهم في هذا البناء.أما النقش الٱخر هو قصيدة” هامش البحر ” وهى تمتلئ بأصوات “بياعة الفول “فى الصباح وكيف يرسم برنامجها اليومى وطقوسها وكيف أنها تحب الشتاء أكثر من الصيف وأنها تغلق باب حجرتها أو “أوضتها ” لكى ترقص ساعة وكيف أنها علمت البنت الأمريكانية الرقص فى أسبوع .

“كوبليهات شعرية”متنوعة رسمها الشاعر بإتقان استخدم فيها العديد من الصور واللوحات الفنية الشعرية والتى وزعها على كل قصائد الديوان والإيمان المتأصل في الفتاه المصرية التى تذهب كى تتمشى على البحر وقت الفجر وكيف أنها تنزل ساعات”بهدومها الميه”..

قراءة في ديوان

ثم لاينسى أن يذكرنا “بالقطع اللى ف إيدها”وسبب هذا القطع”أو الجرح” هو شباك اوضتها المكسور”وهذا القطع أو الجرح “كان سببا في اتهام الجيران المحيطين بها بأنها أقدمت على الانتحار وهى تنفى ذلك تماما بل هى حريصة كل الحرص الا يتهمهابانها أقدمت على الانتحار لمجرد رؤية “القطع” يعنى الجرح ” فى يدها فالدنيا فى رأيها”مش مستاهله”.

والشاعر لم يذكر مصر خلال قصائد الديوان صراحة ولكنه أشار إليها بالرمز والتلميح من خلال أحوال أهلها ورموزها الفنية مثل “صلاح جاهين” وسعادحسنى

عندما قال في إحدى قصائد الديوان:

على فكرة سعاد حسني ماانتحرتشى

وجاهين عمره ماكان بالنسبة لها

أكتر من استاذ

وكأنه تذكر هذه الواقعة عندما ذكرت الفتاه أنها لم تنتحر بسبب الجرح” أو القطع الموجود بيدها بسبب الشباك المكسور .

والشاعر فى قصيدته” نقوش فرعونية” والتى اختارها لتكون عنوان الديوان” يصل فيها أقصى درجات الإبداع عندما أشار إلى محبوبته وربما كان يقصد وطنه مصر عندما تمنى أن يكتب المزيد من الأغانى ليس فقط لأنه يحب الشعر ولكن لسبب ٱخر أكثر أهمية وهو رغبته في أن يجد هذه المحبوبة فى أبياتها وهو يشفق عليها من الحروب وويلاتهاوفى نفس الوقت يشفق عليها من الحب لأنه أيضا”مش سهل”ولاينسى الشاعر وطنه وهمومه ومتاعبه .

فيقول: تفتكرى صحيح أن احنا غير كل شعوب العالم وان بلدنا غير سوريا وليبيا .

ويتذكر حادثة العبارة :

نشرات الأخبار بتفكرنى يوماتى

بحادثة غرق العبارة

إلى أن يذكر:

الستات فى حياتى سابو على جدار الروح

رسومات باهته

إلا انتى…رسمك فرعونى

فى إشاره من الشاعر إلى أنها باقية لن يستطيع الزمن أن يمحو وجودها أو يجعل صورتها خافته أو باهته فى ذاكرته فهى باقية بقاء الرسوم الفرعونية على جدران المعابد والتى لم تستطع الظروف الجوية أو السنوات أن تنال منها وتجعل ألوانها باهته.

ويستمر الشاعر فى رسم نقوشه الفرعونية بريشته الشعرية والتى أضفى عليها النكهة الفرعونية بلغة شاعرية راقية تغرى بالقراءة والاستمتاع بها فهنيئا للقارئ هذا الإبداع والتميز غير التقليدى الذى يدخل القلب القلب سائغا للشاربين المتذوقين وهنيئا للشعر العربي هذا القلم الرشيق الذى نحن في أمس الحاجة إليه بعيدا عن الطلاسم التى نقرأها من الأصوات الأخرى الغريبة والتى لاتمت إلى لغتنا العربيه بصلة ونحن ندعو كل قراء ومتذوقى الشعر العامى لقراءة هذا الديوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى