بقلم ✍️ سميرة ارميا (أديبة وروائية)
كونك ناجحا أو مشهورا أو تقف على أساس ثابت هذه الأيام بمثابة سبة في جبينك. وكون بلدنا الحبيبة هي أم الدنيا رغم ما تمر وما مرت به،ومازلت على عرش الدنيا واقفة بشموخ وصمود.وكعادتها كان و مازال يحاك لها المؤامرات والأحقاد ورغم ذلك عاشت وسوف تعيش إلى أن يرث الله المسكونة وما عليها.
ونحن ما زلنا في حروب الجيل الخامس التي تهدف الي زعزعة الثقة في ثوابت بل ومسلمات، فمن في العالم أجمع لا يعرف تاريخ مصر وعظمتها! ورغم ذلك نجد مذيع تليفوني يستضيف عالم آثار من علماء مصر وهو الدكتور “زاهي حواس ” والذي له وزنه بين علماء الآثار . الذي قام وفريق عمله باكتشاف العديد والعديد من المواقع الأثرية والتي توجد بين أيدينا ويمكننا رؤيتها.
أشهر مذيع في الولايات المتحدة ،وهو جو روجان استضاف الدكتور زاهي حواس عن نية مبيته للتشهير بمصر من خلاله، مستغلا عقول الجهلاء والمجروحين سياسيا .
لماذا ؟!
لأنه ببساطة يتبني نظرية أن الكائنات الفضائية هي من بنت الأهرامات وبالتالي فمصر تفقد اهميتها التاريخية وإذا ثبت هذا (الفكر) إذن من نحت المسلات المعجزة هم فضائيون أيضا. و العلم الذي بدأته مصر من الفضائيين أيضا وتموت مصر وتموت مقولة “مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ” ومع مرور الأيام وتطور الذكاء الاصطناعي تكون بحسب التاريخ بلادا معينة هي التي أسست للعلم وليست مصر وبالتالي يدخل عناصر أخري مثل المغني الشهير الذي كتب على صفحته عبر المواقع الإلكترونية “أخيرًا سوف أغني في بلد أجدادي ” -وقد ألغيت حفلته-
وننتهي إلى أن مصر ليست من حق المصريين الذين يعيشون عليها الآن وليس من حقهم أيضا التمسك بأراضيهم لأنهم دخلاء عليها.
خرج المذيع المشهور يقول عن المقابلة إنها أسوأ مقابلة أجراها في حياته من مجموع أكثر من ١٥٠٠ شخصية تم التحاور معهم.
لماذا ؟!
لأنه سأل الدكتور زاهي حواس سؤال عن اكتشاف معسكر العمال الذين بنوا الأهرامات.. ما هو مصدرك؟
أجابه الدكتور” أنا كتب كتابا، والكتاب على اللاب في المنزل وعندك المكان في مصر”
لذا كان رد المذيع باستهزاء وصارت أغنية يتغنى بها هو والجاهلون بعلم الآثار. وقبل أن نضع الحقائق نسلط الضوء على فرضية أن الفضائيين هم من بنوا الأهرامات.
وهنا نوجه سؤال للسيد جو ما هو الدليل ؟!أو ما هي مصادرك العلمية المنشورة عبر المنصات الإلكترونية أو غيرها ؟!
هل هناك صور مرسومة لهولاء الفضائيين على جدران الأهرامات ؟!
هل هناك نحت على الأهرامات بلغة لم يعرفها أحد؟!
ولماذا لم يبني الفضائيون أهرامات أخرى في أماكن أخرى من العالم؟!
هل تواصل الفضائيون معك أو مع أي من البشر في أتصال هاتفي وأكدوا لك أو لغيرك صدق الكلام؟!
وهناك المئات من الأسئلة على شاكلة ما سبق
وبالطبع لا توجد أي دلائل على هذه الفرضية
نأتي لسؤال الأستاذ جو عن المصدر لكلام الدكتور حواس والذي كان بنظره الإجابة عنه غير كافية بل ومهزلة المهازل لأن الدكتور عجز عن إيجاد مصدر منشور على الإنترنت عن الاكتشاف الذي اكتشفه بنفسه وهنا نقول
ما الدليل على الآلاف من القطع الأثرية المصرية الموجودة بكل متاحف العالم ؟!
ما هو المصدر والدليل الموجود على النت إنها أصلية ؟!
الدليل: في القطعة نفسها ..في كينونتها.. القطعة هي الدليل على قدمها.
المقابر التي تفتح ما هي المصادر التي تقول أنها أصلية وليست مدسوسة على التاريخ ؟!
الدليل: المقبرة نفسها هي الدليل
وبالتالي شخص اكتشف موقعا أثرياً يكون هو نفسه المرجع أو المصدر.
المصدر يا سيد جو أمامك بشحمه ولحمه، ماذا تريد؟!.
تريد أن تسحب السجادة من تحت أقدام أم الدنيا
التي جاءت ثم جاء التاريخ بعدها
سوف تذهب أنت يوما ما إلى مكان يليق بك أستاذ جو لأن الوعي الجمعي مازال مستيقظا وسوف يكتشف يوما ما تدليسك وتزييفك للوقائع وسوف يعرف الناس إنك الجاهل وليس الدكتور زاهي حواس
أتريد دليل أن القدماء المصريين هم من بنوا الأهرامات وصنعوا المجد أنظر للتماثيل والمومياوات وقارنها بالوجوه المصرية الآن.
أنظر لعبقرية البنائين المصريين الآن.
أنظر لعبقرية الفنانين المصريين الآن في مجال النت وخلافه.
هل اتيت تبيع الماء في حارة السقايين.
هل نسيت أن أجدادنا هم من اخترعوا التوثيق
من خلال كتاباتهم على الجدران!
هي نسيت أنهم أساس كل العلوم والعالم الحاضر بل مجده لم يصل لعلومهم؟
سل العلماء يخبرونك أنهم لم يصلوا لسر التحنيط للآن أم الفضائيون هم كاوا يحنطون الجثث !
سل المهندسين عن سر معبد حتشبسوت .
سل النحاتين عن نحت أحجار الديوريت الأخضر والأسود شديد الصلادة وأنهم من الصعب جدا نحته الآن..
سل الرسامين عن الألوان الباقية الآلاف السنين مثل لوحة الأوزات الستة..
سل صناع الموضة عن عبقرية تصميم الملابس لأجدادنا..
سل متخصصي العناية بالبشرة والشعر عن الشعر المستعار وعن فن جدل الشعر في مصر القديمة
سل الصيادلة كيف كان الدواء يصنع
سل العلماء الذين يستخدمون الآلات الحديثة كيف وصل أجدادنا في علم التشريح.
سل علماء الفلك وكيف وصل أجدادنا لأسرار في الكون.
أم كل هذا صنعة الفضائيون!!
حفظ الله مصر قيادة وعلماء وشعبا إلى يوم الدين.
