تمزيق الكتب الدراسية.. فرحة أم عنف؟

نحن أمام مشاهد غريبة بدأت تنتشر في المجتمع المصرى ألا وهى تمزيق التلاميذ لكتبهم المدرسية ،وذلك أمام أبواب المدارس التعليمية ،فلا يكاد يخلو شارع أو فناء مدرسة من مخلفات الكتب والدفاتر المدرسية التي يتسابق بعض الطلاب إلى تمزيقها بعد اجتيازهم الامتحان النهائي وإلقائها فى الطرقات بشكل غير حضاري،وذلك كتعبير عن فرحتهم بانتهاء فترة الامتحان ، واحتفالاً بحلول العطلة الصيفية، متجاهلين القيمة الثقافيةوالعلمية لهذه الكتب،حيث استغرق تجميعها سنوات وبذل في ترتيبها جهوداُ كبيرة.
إن الطالب عندما يقوم بتمزيق الكتاب فهو لا يقدر معنى العلم والمعرفة ،ولن يقدر معلمه فى المدرسة ،فعندما يقوم بتمزيق مادته فهو يعطى نظرة سيئة عنه وعن غيره لمعلميه داخل المدرسة.
احترام الكتاب دليل على احترام المعلومة التي وردت فيه، ودليل قاطع على تقدير جهود ولي الأمر الذي أنفق ماله كي يحصل أبنائه على معلومات الكتاب،وفي تبجيل كبير للمعلم الذي بسط مفاهيم الكتاب وفكك أسراره.
️إن مسؤولية تمزيق الكتب والدفاتر يتحملها الجميع، فلهذا ينبغي رد الاعتبار للكتاب وصيانة كرامته والعمل على تغيير ثقافة الكتاب، وجعله يتخطى دوره من مرحلة النجاح في الامتحان إلى دوره الأسمى وهو طلب العلم والمعرفة والثقافة والتنمية وحب القراءة في النفوس والوجدان، وهذا يحتاج تظافر وتكامل جهود مختلف مؤسسات التنشئة الإجتماعية من الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية.. نرجو كلنا التعاون للقضاء على هذه المشاهد ودفنها..
واتمنى تخصيص أماكن لهذه الكتب وتشكيل لجنة طلابية للتواصل مع الطلاب لإعادة تدوير هذه الكتب وهكذا قد تفيد المجتمع.
محمود جاب الله
(طهطا سوهاج)