“العلاج تحول إلى خطر”.. ضبط مركز إدمان وهمي يديره عاطل ويحتجز 25 مريضًا في منيا القمح

في واحدة من أكبر الضربات الرقابية ضد المنشآت الطبية غير المرخصة، شنت مديرية الصحة بمحافظة الشرقية، بالتعاون مع الجهات الأمنية، حملة مكبرة أسفرت عن ضبط وتشميع مركز غير مرخص لعلاج الإدمان بمدينة منيا القمح، يديره شخص “عاطل” لا يمتلك أي مؤهلات طبية، ويقوم باحتجاز 25 مريضًا داخل مقر غير مؤهل، مما شكل خطرًا جسيمًا على حياة المرضى وسلامة المجتمع.
جاءت هذه الحملة تنفيذاً لتوجيهات الأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وتعليمات المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، بشأن تكثيف الرقابة على المنشآت الطبية الخاصة، وضبط المخالف منها لحماية صحة المواطنين.
وقد ترأس الدكتور هاني مصطفى جميعه، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الحملة الموسعة التي استهدفت مراكز علاج الإدمان بمركز ومدينة منيا القمح، بحضور المهندس أشرف عامر رئيس المركز، ولجنة متخصصة ضمت قيادات من مديرية الشؤون الصحية، والمتابعة الميدانية بالمحافظة، ومديرية أمن الشرقية، والأمانة العامة للصحة النفسية، وأطباء متخصصين من مستشفى العزازي.
وخلال الحملة، تم ضبط مركز وهمي لعلاج الإدمان يحمل اسم “مركز الأبطال للطب النفسي وعلاج الإدمان”، ويقع في عقار مكوَّن من ثلاثة طوابق، كان يستخدم سابقًا كقاعة أفراح، ولا يحمل أي ترخيص من وزارة الصحة أو موافقة من الأمانة العامة للصحة النفسية، في مخالفة صريحة لأحكام القانون رقم 51 لسنة 1981 المعدل بالقانون 153 لسنة 2004، والقانون رقم 71 لسنة 2009 بشأن رعاية المريض النفسي.
المفاجأة الأبرز كانت أن من يدير المركز شخص “عاطل” مدون في بطاقة هويته “بدون عمل”، ولا يملك أي مؤهلات أو تراخيص مزاولة مهنة الطب، بينما يحتجز داخله 25 مواطنًا من طالبي التعافي، في ظروف غير آدمية ودون إشراف طبي، مع تقاضي مبالغ مالية شهرية من الأهالي.
قد يعجبك أيضاً
كما تم ضبط أدوية مخصصة لعلاج نقص المناعة البشرية (الإيدز) بحوزة المركز، دون إشراف طبي، ما يعزز الشبهات حول تعاطي هذه الأدوية بشكل عشوائي وخطير. وعلى الفور، كلف الدكتور هاني جميعه، الدكتور أسامة حمودة، مدير إدارة فيروسات المناعة، بإجراء الفحوصات اللازمة للنزلاء.
وقد كشفت المعاينة أن المركز يفتقر إلى الاشتراطات الصحية الأساسية، ويخالف قوانين مكافحة العدوى والبيئة، ولا يتبع أي إجراءات احترازية، مما يعرض المرضى لخطر العدوى المتبادلة، خاصة في ظل التكدس وعدم وجود إشراف طبي.
أكد الدكتور هاني جميعه أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيال المركز، وتم تشميعه، وتحرير محضر جنحة صحية بمركز شرطة منيا القمح، مع عرض المسؤول على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وشدد وكيل وزارة الصحة بالشرقية على استمرار الحملات التفتيشية المفاجئة على كافة المنشآت الطبية الخاصة في مختلف مراكز المحافظة، مؤكدًا أن صحة المواطنين خط أحمر، ولن يتم التهاون مع أي جهة تتلاعب بحياة المرضى أو تستغل معاناتهم لتحقيق أرباح غير مشروعة.
كما وجه الشكر إلى جميع الجهات المشاركة في الحملة، وعلى رأسها رئاسة مركز منيا القمح، ورجال الشرطة، وفريق العلاج الحر، والإدارة الصحية، ومستشفى العزازي، مشيدًا بتكاتف الجهود لخدمة أبناء الشرقية.