عاجل

اعمل لنفسك جدول مذاكرة (جزء 1)

بقلم ✍️ أحمد رفاعي آدم (أديب وروائي)

نصيحة من معلم، لا تكن عشوائياً! لماذا؟ لأسباب كثيرة.

منها مثلاً أن الوقت من ذهب، وهذه حقيقة يدركها الناجحون جيداً. فقيمة الإنسان في الطريقة التي يقضي بها عمره، فإذا هو خطط وكافح واستغل كل دقيقة بإيجابية كان من الناجحين السعداء، وإذا هو أهمل وتخبط وضيع أثمن ساعات عمره سقط في وحل الفشل وأصابته سهام الندم. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لن تزولا قدما عبدٍ حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.) فأول ما يُسأل عنه الإنسان هو عمره، كيف قضى سنواته وشهوره وأيامه بل وساعاته، كيف استغل وقته وماذا عمل في فراغه، وكم ضيع منه. فالوقت ثمين والعمر غالٍ جداً.

ثانياً: جدول المذاكرة هو الطريقة المُثلى لتطمئن. جميعنا نعلم حجم التوتر والقلق الذي يسبق فترة الامتحانات. فأنت تشعر بالارتباك وأحياناً العجز عن إنجاز كل المطلوب منك أو مذاكرة كل المواد بنفس الكفاءة، وما ذلك إلا لأنك تشعر أن الوقت ضيق، وأن العام الدراسي يوشك أن ينتهي وقد مرت أيامه بسرعة البرق. فتراك وقد تكدست المواد فوق رأسك، وتشابكت المسئوليات كخيوط الصوف لا تعرف لها أول من آخر، وسيطرت عليك حالة من اليأس والاستسلام مع شعور حزين بالملل والضياع. فإذا بك تصرخ ما الحل؟ الحل ببساطة هو أن تنظم وقتك وتحدد أولوياتك وتقسم مسئولياتك قبل فوات الأوان وخير سبيل لذلك هو عمل جدول للمذاكرة يضمن لك ترتيب المواد حسب الأصعب والأطول والأَولى، جدول يمنحك فرصة لتنظر إلى الصورة كاملةً فتعرف ما انهيت وما تبقى لتنهيه، جدول يساعدك على تنظيم أوقات المذاكرة والعبادة والصوم والدروس والنوم الجلوس مع العائلة والأقارب، جدول يدخل على قلبك الاطمئنان وينقي ذهنك من الارتباك ويملأ نفسك هدوءاً وسكينة.

وأخيراً وليس آخراً، جدول المذاكرة سيوفر لك ساعات كثيرة كانت تضيع في لا شيء، وسيمنحك الفرصة لتقيس مدى إنجازك. فمن خلال جدول المذاكرة يمكنك أن تقسم المنهج إلى مواد، ثم تقسم المادة إلى دروس، ثم تحدد لكل درس زمن تذاكره فيه وزمن لحل الامتحانات، وهكذا. في النهاية تجد نفسك وقد قطعت شوطاً كبيراً في كل مادة، تستطيع بعده أن تحدد بدقة عدد الدروس المتبقية والوقت الذي تحتاجه لمذاكرتها. أما أن تعيش أيامك في عشوائية وبغير تنظيم أو ترتيب فتلك والله كارثة لن تدرك خطرها إلا بعد فوات الأوان. فاسمع لأستاذك وأطع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى