من قلب الإسكندرية إلى العالم.. القنصلية الروسية تحتفل بيوم روسيا وسط أجواء فنية وثقافية تعكس عمق العلاقات مع مصر

في مشهد احتفالي يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين القاهرة وموسكو، شهدت محافظة الإسكندرية احتفالاً بهيجًا نظّمته القنصلية العامة لروسيا بمناسبة اليوم الوطني الروسي، تزامنًا مع الاحتفالات الرسمية في العاصمة الروسية موسكو وبمختلف سفارات وقنصليات روسيا حول العالم. جاء الحفل في ظل أجواء ودية رسمية وإنسانية، وبحضور متميز جمع بين رموز دبلوماسية وثقافية مصرية وروسية، لتأكيد متانة العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة.
نظّمت القنصلية العامة لروسيا الاتحادية بالإسكندرية احتفالًا مميزًا بمناسبة اليوم الوطني الروسي، الذي يوافق الثاني عشر من يونيو من كل عام، إحياءً لذكرى إعلان سيادة الدولة الروسية في عام 1990، وسط حضور رسمي ودبلوماسي وثقافي كبير.
ترأس الحفل قنصل عام روسيا بالإسكندرية، السيد كارين فاسيليان، وشاركه الحضور عدد من ممثلي السفارة الروسية بالقاهرة، وأعضاء القنصلية والمركز الروسي للعلوم والثقافة، إلى جانب الفريق أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، وعدد من قناصل الدول العربية والأجنبية، والشخصيات العامة، والقيادات التنفيذية، ورجال الأعمال، وممثلي الجالية الروسية.
قد يعجبك أيضاً
في كلمته خلال الاحتفال، شدد القنصل الروسي على قوة ومتانة العلاقات المصرية الروسية، مؤكدًا أنها علاقات راسخة تضرب بجذورها في التاريخ، حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1943، في وقت كان فيه كلا الشعبين يواجهان تهديدات الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى رمزية مشاركة الجنود المصريين مؤخرًا في العرض العسكري بالساحة الحمراء في موسكو، إلى جانب الجنود الروس، في احتفالات الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، معتبرًا هذه المشاركة لحظة تاريخية تُجسد عمق الصداقة والتعاون بين البلدين.
وتطرّق فاسيليان إلى مجالات التعاون الثنائي، خاصة في قطاع الطاقة النووية، مشيدًا بالتقدم الذي تحرزه مصر في هذا المجال من خلال محطة الضبعة النووية، التي تُعد إحدى أبرز صور الشراكة بين موسكو والقاهرة. وأوضح أن المشروع يسهم في تنويع مصادر الطاقة، ويعزز من قدرات مصر الصناعية، كما يفتح آفاقًا جديدة لتوفير فرص عمل متخصصة ونقل التكنولوجيا.
وفي الجانب الثقافي، أشار القنصل الروسي إلى مرور عشرين عامًا على توقيع اتفاقية التوأمة بين مدينتي الإسكندرية وسانت بطرسبرج، معربًا عن تطلعه للاحتفال بهذه المناسبة المهمة في شهر سبتمبر المقبل، كما كشف عن اهتمام متزايد من عدد من المناطق الروسية الأخرى بإقامة شراكات ثقافية وتنموية مع محافظات مصرية مختلفة، بما يعكس الرغبة المتبادلة في توطيد العلاقات الإنسانية بين الشعبين.
وقد تخلل الاحتفال عروض فنية مبهرة تمزج بين التراث الروسي والمصري، تضمنت فقرات من الفولكلور الروسي والموسيقى والغناء الشعبي المصري، في مشهد ثقافي متنوع يعكس روح التفاهم والتقارب الحضاري بين البلدين.
وتُولي القنصلية الروسية بالإسكندرية اهتمامًا خاصًا بإحياء يوم روسيا سنويًا، حيث تحرص على تنظيم فعاليات تعكس تاريخ الدولة الروسية وإنجازاتها، وتعزز من العلاقات الودية والثقافية مع المجتمع المصري، وخاصة في عروس البحر المتوسط.
جاء احتفال قنصلية روسيا بالإسكندرية هذا العام ليؤكد على استمرار روح التعاون والتقارب بين القاهرة وموسكو، سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا، وليحمل رسالة سلام وصداقة من روسيا إلى العالم، من قلب مدينة الإسكندرية.