الأعمال الفنية.. بوابة مصر الذهبية لجذب السياحة الخارجية

تُعد مصر من أكثر الدول ثراءً بالتاريخ والحضارة، حيث تمتلك كنوزًا أثرية وطبيعية وثقافية قلّ نظيرها في العالم.
وعلى مرّ العقود، لم تكن السينما والدراما المصرية مجرّد وسائل ترفيه، بل أصبحت نافذة قوية تطل منها مصر على العالم، وأداة فعالة في الترويج لمقوماتها السياحية المتعددة.
قد يعجبك أيضاً
اليوم، ومع تزايد الاهتمام بالربط بين الإبداع الفني والتنمية الاقتصادية، تتجدد الأسئلة حول الدور الحقيقي الذي تلعبه الشاشة الكبيرة والصغيرة في دعم السياحة المصرية، فهل استطاعت الكاميرا أن تكون مرشدًا سياحيًا بامتياز؟
لطالما شكّلت مواقع التصوير في الأفلام نافذةً جذّابة للسياح.. فمن خلال مشهد في “صعيدي في الجامعة الأمريكية” تعرّف كثيرون على جامعة القاهرة، ومن مشاهد “المومياء” و”الناصر صلاح الدين” ازداد الانبهار بالآثار والبطولات المصرية. إذ تُسهم الأعمال السينمائية في تشكيل صورة ذهنية إيجابية لدى المشاهدين، ما يدفعهم لاحقًا لاكتشاف أماكن التصوير على أرض الواقع.
لم تقتصر الدراما على تصوير القاهرة أو المعالم الكبرى، بل ذهبت أبعد من ذلك إلى أعماق الصعيد وسواحل البحر الأحمر ، كما في “جزيرة غمام” و”تحت الوصاية” و”بحر الماس” الفائز بجائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما لأفضل فيلم يدعم السياحة المصرية2024
اضافة لاعمال فنية اخري قديمة مثل “شاطئ الغرام” ..و”غرام في الكرنك” و”شورت وفانلة وكاب” .
هذه الأعمال عرضت التنوع الجغرافي والثقافي لمصر، ما أثار فضول المتابعين محليًا وعالميًا للتعرف أكثر على تلك الأماكن.
تشير بعض الدراسات السياحية إلى أن الأعمال الدرامية التي تعرض مواقع تصوير حقيقية يمكن أن تُحدث زيادة فعلية في عدد الزائرين لتلك المواقع، وهو ما لاحظته وزارة السياحة بعد عرض مسلسل “الملك أحمس” (رغم توقفه لاحقًا) وفيلم “كيرة والجن” الذي سلّط الضوء على مناطق تراثية في وسط القاهرة.
وكان د. وليد البطوطي مستشار وزير السياحة الأسبق قد أكد قائلا انه لا يمكن تجاهل الأثر الكبير للدراما والسينما في تحفيز السياحة، فقط نحتاج إلى استراتيجية مشتركة بين وزارتي السياحة والثقافة لدعم الإنتاج الذي يروج لمصر.
فيما قالت المخرجة كاملة أبو ذكري:”عندما صوّرنا في رشيد، لم أكن أتوقع هذا الكم من التعليقات من الجمهور الذي عبّر عن رغبته في زيارة المدينة. لان الدراما تستطيع أن تحيي أماكن منسية.”
واضاف محمد عبد القادر خبير التسويق السياحي قائلا:
ان الأفلام الوثائقية والأعمال الدرامية التي تعرض الحياة اليومية والمناظر الطبيعية تترك أثرًا أعمق من الإعلانات السياحية التقليدية، لأنها تلامس العاطفة.
وختاما فان السياحة لم تعد مجرد لقطات على كتيب دعائي أو إعلان تلفزيوني، بل أصبحت مشهدًا حقيقيًا متحركًا يراه الملايين عبر السينما والدراما.
وفي ظل الطفرة الإنتاجية التي تشهدها مصر، فإن استغلال هذا الزخم لخدمة السياحة ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية.
تتطلب تعزيز التعاون بين صناع المحتوى الفني ووزارة السياحة لتحديد مواقع تصوير ذات قيمة سياحية.
ودعم إنتاج أفلام ومسلسلات تصور تنوع مصر الثقافي والجغرافي.
وإنشاء “خريطة سياحية درامية” للمواقع التي ظهرت في الأعمال الفنية لتكون مرجعًا للسائحين.
إضافة الى إطلاق حملات رقمية تستهدف ربط الأعمال الدرامية بمناطق الجذب السياحي.



