الأمير عبد العزيز بن طلال: التعليم ما بعد كورونا يتطلب حلولاً مبتكرة وتمكيناً رقمياً للأطفال

أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند”، أهمية موضوع الدورة الثالثة من جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية، التي خُصصت هذا العام لقضية “التعليم في عالم ما بعد كورونا”، نظراً للتداعيات العميقة التي فرضتها الجائحة على العملية التعليمية عالميًا.
وأشار الأمير، خلال كلمته في حفل تسليم الجوائز، إلى أن أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة توقفوا عن الذهاب إلى مدارسهم خلال الجائحة، ما يمثل نحو 90% من طلاب العالم، وهو ما فرض تحديات استثنائية على نظم التعليم تستوجب الوقوف عندها، وتقديم حلول عملية وابتكارية.
أضاف سموه أن المجلس العربي للطفولة والتنمية سعى منذ بداية الأزمة إلى تحويل التحديات إلى فرص، من خلال استخدام التكنولوجيا والرقمنة كأدوات لبناء مستقبل تعليمي أكثر عدالة واستدامة، لافتًا إلى ضرورة تمكين الأطفال بمهارات القرن الحادي والعشرين، خصوصًا المهارات المعرفية والرقمية، لمواكبة عالم سريع التحول.
أعلن أن الجائزة هذا العام استقبلت 57 بحثًا علميًا من 12 دولة عربية، تأهل منها 4 أبحاث فائزة قدّمها 8 باحثين، عكست جميعها طرحًا علميًا عميقًا وواعيًا بالتحديات والفرص التي يواجهها التعليم في عالم ما بعد الجائحة.
دعا الأمير عبد العزيز إلى تطوير منظومة التعليم بمنهج شامل، يشمل تحديث البنية التحتية، وتحسين المناهج، وتدريب المعلمين، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع، إضافة إلى ضرورة وضع سياسات ذكية وآمنة لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع الأطفال، بما يحميهم ويثري تجربتهم التعليمية.
اختتم سموه بتوجيه تحية خاصة للباحثين الشباب الذين واصلوا مسيرتهم العلمية رغم الظروف الصعبة، مؤكدًا أن الفكر الحرّ والبحث العلمي هما أدوات بناء الحاضر وصناعة المستقبل، وأن شراكة المعلمين وأولياء الأمور ستبقى أساسية في تطوير منظومة التعليم العربي.