عاجل

الجمعة..صالون التجمع بالزقازيق يناقش ” المزاحمية” لسمير الأمير

يعقد الصالون الثقافي بحزب التجمع بمدينة الزقازيق ندوة لمناقشة رواية “المزاحمية” للشاعر سمير الأمير ، يوم الجمعة القادم 27 يونيو الجاري ،بمقر الحزب بميدان أحمد عرابي ،في السابعة والنصف مساء.

يناقش الرواية كل من: الروائي والناقد مجدي جعفر، الروائي والناقد محمد الديب، المثقف محمود جابر، ويديرها الناقد بهاء الصالحي.

ومن دراسة طويلة كتبها الروائى احمد صبري أبو الفتوح، نقتطع هذا الجزء:

وعلى غير ما قد يتوقع القارئ ينشغل على المالكى بطل الرواية بالنظر فى مختلف الاتجاهات، فهو ينظر بإمعان إلى المجتمع الجديد الذى يخوض تجربة العيش فيه والتعامل معه، ولكى نفهم مدى صدمته مما يوجهه أو تعجبه منه أو حتى تفهمه له ينظر وإن عن بعد إلى المجتمع الذى جاء منه لتجرى المقارنة على أسس عقلية وعلمية واضحة، ويزيدها وضوحا النظر إلى داخله لنعرف معايير حكمه على ما يرى ويعايش ويعانى أو يباشر، هذه النظرة ثلاثية الأبعاد هى ما تعطى لهذه الرواية الفريدة رونقها وزخمها الجارف ويسر وسحر الإيغال فيها دون معوقات.

لكن كل ما سبق ليس كل النظر، فالروح النقدية التى يتعامل بها المالكى مع أفكاره ومسلكه ومدى صحتهما واتساقهما مع أيديولوجيته وانتمائه الواضح لليسار وللعروبة تأخذ بمجامع عقل وقلب القارئ باعتبار أن نقد الذات يجعل من كل ما سبق ذكره من نظر محل تقييم يتورط القارئ دون أن يدرى فى ممارسته.

إن بطل الرواية لا يتحرك بمفرده بين أعمدة البُنى التى يطيل النظر فيها وإليها، ولكنه يتحرك وهو يفعل ضمن وبين مجموعة من الأشخاص الروائية الفريدة، سواء من هم من المصريين أو من السعوديين أو حتى من غيرهم، وهو ما سنفرد له ذكرا، فضلا عما ينتهجه من ألعاب سردية إلى أقصى ما تطيقه رواية السيرة التى أضاف بامتياز إلى تجارب من سبقوه فيها.

بوصفها رواية سيرة اختار سمير الأمير أن يكتبها بضمير المتكلم، بطل الرواية هو الراوى، ومن ثم فإن كل مميزات هذه الطريقة واضحة، وأخصها على الإطلاق هو إمكانية الغوص بداخل الشخصية الرئيسية لعرض استجاباتها وصدودها وأفكارها وأزماتها ونجاحاتها وإخفاقاتها وتطورات إدراكها للأمور ومدى مرونتها فى التماهى مع كل شىء مع الحفاظ على ثوابت الأفكار الكبرى التى تعتنقها.

ولقد نجح الأمير فى عرض كل هذا بإتقان قد لا يكون متعمدا، فالواضح أنه لا يعانى فى عرض كل ذلك والغوص فى أعماقه، وإنما هى الموهبة التى صقلتها تجارب القراءات الكثيرة وممارسة النقد الأدبى، فللأمير لمن لا يعرف أكثر من كتاب فى نقد أعمال روائية لكتاب معروفين، ومن خلال هذا الغوص استطاع على المالكى أن يدرك الفارق بين ما هو إنسانى وما هو فكرى، وكان انحيازه فى الغالب إلى ما هو إنسانى، ولم يكن هذا بالضرورة ضد ما هو فكرى، كل ما هنالك هو أن الأمير فى تجربته الروائية الأول وهو شاعر كبير أدرك بيقين أن ما هو إنسانى لا يمكن وضعه فى مواجهة أى شىء آخر، حتى لو كان هذا الشىء هو المعتقد الذى تربى عليه، وهذا هو فضل التناول الأدبى للموضوع والأحداث والصراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى