عاجل

الحاضنات التكنولوجية والأبواب المفتوحة

بقلم ✍️  د. محمد يحيى

(كاتب ومدرس الميكروبيولوجيا والمناعة كلية الصيدلة جامعة السادات)

في الوقت الذي توجد فيه الكثير من الفرص الرائعة وبرامج الدعم المتميزة من حولنا والتي تنتظر النابهين والمجتهدين وتبحث عنهم لتوفير الدعم والتوجيه، فإنه يوجد أيضا الكثير ممن لا يعلمون بوجود هذه الأبواب المفتوحة، والذين يضيعون على أنفسهم الكثير بعدم معرفتهم هذه.

من هذه الفرص السانحة ما يُعرف بالحاضنات التكنولوجية والتي توفر فرصا هائلة لأصحاب الافكار الإبداعية القابلة للتطبيق وتساعدهم على الانطلاق.

هذه الحاضنات تقوم بإحتضان الأفكار الواعدة وتوفر لها التوجيه و الدعم بمختلف أنواعه لكي تنهض شركات ناشئة جديدة ومشروعات صغيرة واعدة وتنطلق في دنيا الابداع وعالم الاستثمار.

فعندما تومض فكرة جديدة في ذهن أحد الشباب النابهين وتنضج ويكون لها قابلية للتحول إلى منتج قادر على المنافسة في الاسواق، فإن هذا المبدع قد يقابل مشاكل ومعوقات كالنقص في الخبرة المالية والإدارية و القانونية وعدم توفر التمويل اللازم لظهور هذه الفكرة إلى النور. من هنا يجىء الدور البارز للحاضنات التكنولوجية و التي تتلقف الافكار الواعدة القابلة للتطبيق وتوفر الدعم لها بمختلف أنواعه، حيث تقدم التدريب اللازم على ريادة الأعمال وعلى إنشاء المشاريع ويسارع خبراؤها لتقديم الاستشارات المختلفة في شتى المجالات كما تعمل على توفير تمويلات وتسهيلات لدعم هذه المشاريع بالإضافة إلى المساهمة في تسويق المنتجات.  وهذا الدعم المستمر في مراحل المشروع الأولى يوفر المعونة والبوصلة للشركات الناشئة في طفولتها المرتبكة إلى أن تقوى و يشتد عودها و تصبح قادرة على الخطو و الوثب في طريق النجاح و التألق.

هذه الحاضنات تعمل على تعزيز اقتصاد المعرفة حيث تعمل على تحويل الافكار الإبداعية و الابتكارات إلى منتجات ذات قيمة عالية و حيث تتحول العقول ومنتجاتها الإبداعية إلى مورد ثمين للنجاح و منجم ذهب يولد الفرص الاستثمارية بإستمرار. وهذا الاقتصاد المعرفي الذي تعززه الحاضنات هو المحرك الأساسي للتقدم، و الازدهار الاقتصادي في العصر الحاضر، حيث بلغت حصة الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي في الدول المتقدمة، و حيث قُدّر أن براءات الاختراع تساهم في توليد أكثر من ثمانية تريليونات دولار كل عام في إقتصاد الولايات المتحدة.

وفي الحقيقة فإن هذه الحاضنات التكنولوجية هي مثال بارز على أبواب مفتوحة كثيرة موجودة من حولنا في شتى المجالات. هذه الأبواب التي رحبت بالكثير من العارفين بوجودها ووفرت لهم مختلف المزايا و الإعانات، و التي تنتظر من الباقين أن يبحثوا عنها وأن يدلفوا إلى ساحاتها و أن يتلمسوا فيها طريق الانطلاق و سبيل النجاح المنشود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى