شجون حسن تكتب؛ شجون الكلمات ( ما وراء الطريق )

ما أعظم الفرق بين الموت والحياة ، تغرب الشمس فلا تلبث ان تطلع من مشرقها ، وتتراكم السحب فوقها فلا تلبث أن تنفرج عنها حينما تهب عليها رياح باردة ، وتتساقط أوراق الأشجار ثم تعود إلي جمالها مخضرة حينما تهب عليها نسمات الربيع ، وبين هذه النسمات الرقيقة كانت تعيش فتاة جميلة تدعي روزالين بهذا الوجه الجميل المشرق كانت جالسة أمام المدفئة هادئة تداعب هرتها، وبهذا الصوت العذب الرقيق تغني أمام قفص عصفورها أنشودة الحب والسعادة ، وبيديها البيضاويين كانت تقطف أزهار الربيع اما اليوم فقد انقضي ذلك كله لان حياتها قد انقضت.
كان ابوها شيخا كبيرا واهن القوي وقف الأب يتذكر تلك اللحظات الفارقة ما هذه المصيبة روزالين لا تتنفس وظل يدير بعيون حائرة في الغرفة متسائلا اصدقائه بنظراته القاتلة وعيونه الدامعة ماذا حدث وما هي إلا لحظة حتي شعر أن يدها تبحث عنه فانتفض وطوقته بذراعيها الضعيفين وضمته ضمة الوداع.
ماتت الفتاة الصابرة علي مرضها رحلت كنجم تلالا في سماء الدنيا ثم تواري في صمت ، كانت روزالين طيبة النفس ، ولكن سكان السماء لا يستطيعون أن يعيشوا طويلا علي ظهر الأرض
ما اقسي هذه الحياة ينام الأحياء في مضاجعهم حتي إذا اطل النهار بأجنحته وعبثت اشعته بأهداب جفونهم قاموا من مراقدهم وذهبوا إلي سبلهم التي خلقوا لها ، ويموت الإنسان فلا ينتظره منتظر فكأن ما صار إليه العدم الذي لم يسبقه وجود .
اللهم إنك تعلم انا نسير من حياتنا هذه في صحراء جرداء لا نجد فيها ظلا نستظل به ، ولا ركنا نأوي إليه وأن الصديق الذي نعثر عليه في طريقنا هو بمنزلة روضة خضراء ننتهي إليها في تلك الصحراء الزابلة بعد الضعف والكلال، وطول السير فنترامي في أحضان أشجار وارفة هانئين مغبطين، فإذا هبت ريحة عاتية واقتلعت جذورها وطارت بها في جو السماء اصبحت اعيننا ترافق البكاء وتألف الشقاء
أيتها الروح الطيبة لقد كنت ارجو ان اجد بين جنبي بقية من الصبر أغالب بها هذا الحزن الذي اعالجه فيك حتي يبلي علي مدي الأيام كما يبلي الكفن لولا قدر ابعدني عن موطنك في آخر أيام حياتك، فأحرمني من جلسة اجلسها بجانبك، اترقب فيها اخر كلماتك، واخر اخر نظرة من نظراتك، فلئن بكيت موتك يوما فسأبكي حرماني وداعك اياما طولا حتي يجمع الله بيني وبينك كهذا هي الحياة العسل المر